أحد عشر يوماً غبت فيها عن مصر، هل وحشتني فيها مصر؟
أكذب لو قلت إن مصر وحشتني، لكن الذين وحشوني هم الأهل والأحباء من القراء والأصدقاء والزملاء، ولولا هؤلاء لفضلت البقاء حيثما كنت خارج أرض الوطن، وأقول الوطن تجاوزاً، لأنني لا أشعر بأن هذا هو الوطن الذي أريد العيش فيه، وأعتقد أن هذا هو شعور الغالبية العظمي من المصريين، فكل يوم يثبت الحزب الوطني بسياساته الفاسدة،
أنه يغتصب السلطة من الشعب، وأنه لا يحكم باسم الشعب، وأنه يفعل المستحيل لكي يستمر في اغتصابها، بالقوة المسلحة أو بالقانون، فالقانون أصبح أداة في قبضة الحزب الحاكم، يستخدمه بديلاً عن القوة المسلحة، فلا فرق مثلاً بين سلطة اللجنة العليا للانتخابات وسلطة وزارة الداخلية، فكلتاهما تكمل الدور نفسه، وهو الرغبة في تزوير نتائج الانتخابات،
وفي تزييف إرادة الناخبين، وفي اغتصاب السلطة لصالح من يملك السلطة، وهو هنا ليس الشعب.. وما حدث في انتخابات الشوري مؤخراً يؤكد هذه الحقيقة، حقيقة أنه لا مكان لأحد في هذا الوطن، من أحزاب المعارضة أو المستقلين أو قوي المجتمع المدني في اقتسام السلطة مع الحزب الوطني، مع أن هذه هي ألف باء الديمقراطية.
هل أعود لكي تصدمني نتائج انتخابات الشوري التي تهدف إلي الإسراع بتنفيذ سيناريو التوريث؟ هل أعود لكي أستمر في نفخ القربة المقطوعة التي تطيل من عمر نظام الحكم الفاسد؟
مصر اليوم ليست هي الوطن الذي نحب جميعاً أن نعيش فيه.. هيه فين مصر؟ راحت فين؟! وراح فين خيرها؟ إنه ذهب إلي أسوأ أبناءها!
ما قيمة مصر إذا لم تشعر ونشعر جميعاً بكرامتنا، وحريتنا، وحقنا الكامل غير المنقوص في اختيار حكامنا بإرادتنا الحرة، وليس الاختيار الذي يفرضه علينا الحزب الحاكم وأدواته من وزارة داخلية ولجنة عليا لتزييف إرادة الشعب اسمها اللجنة العليا للإشراف علي الانتخابات؟! مصر بغير المصريين لا قيمة لها.. ماذا تملك أو أملك أنا في هذا البلد؟! لا أقصد الأموال ولا العقارات ولا شيئاً من ذلك، إنما أقصد حقي وحقك في أن نشعر بأننا نمتلك هذا الوطن، ومتي نشعر بمقولة البابا شنودة «مصر ليست وطناً نعيش فيه، إنما وطن يعيش فينا»؟
هل مصر علي هذه الصورة البائسة والمشوهة التي نعيشها اليوم، هي الوطن الذي يعيش فينا أو حتي نحب أن نعيش فيه؟
عندما تعود مصر للمصريين، وعندما نسترد مصر المغتصبة والمنهوبة والمنتهك شرفها وعرضها بواسطة أسوأ خلق الله، وقتها سنشعر بمقولة البابا شنودة، وسنردد مع الزعيم الوطني مصطفي كامل مقولته الخالدة: «لو لم أكن مصرياً.. لوددت أن أكون مصرياً».
أما قبل ذلك، وأما مصر التي نعيشها اليوم، فليس لها أي وجود، لا فعلي ولا معنوي ولا وجداني، ولا حتي في الخيال.
ولا يسألني غبي: هل إلي هذا الحد تكره مصر التي نعيشها اليوم؟ لأنني إلي هذا الحد أحب وأعشق تراب هذا الوطن.
إنني أتحدث عن مصر الحرية والإخاء والمساواة، وليست مصر المكبلة والمريضة والفاسدة.. أتحدث عن مصر التاريخ والمكانة، ومصر التي في خاطري وخاطرك، وليست مصر التي نعيش فيها اليوم، علي هذه الصورة التي تحكمها ثقافة الجهل والفقر والمرض، ولا مكان فيها لأي شيء حقيقي، بل المكان والمكانة لكل شيء مزيف ومزور وكاذب ومنافق وغشاش وفاسد.
ومسؤوليتي ومسؤوليتك هي أن نبحث عن مصر التي نريدها والتي نحب أن نعيش فيها وتعيش فينا، لكن هل أنت مستعد لدفع الثمن؟
أترك الإجابة لك، وكن صادقاً مع نفسك.
أكذب لو قلت إن مصر وحشتني، لكن الذين وحشوني هم الأهل والأحباء من القراء والأصدقاء والزملاء، ولولا هؤلاء لفضلت البقاء حيثما كنت خارج أرض الوطن، وأقول الوطن تجاوزاً، لأنني لا أشعر بأن هذا هو الوطن الذي أريد العيش فيه، وأعتقد أن هذا هو شعور الغالبية العظمي من المصريين، فكل يوم يثبت الحزب الوطني بسياساته الفاسدة،
أنه يغتصب السلطة من الشعب، وأنه لا يحكم باسم الشعب، وأنه يفعل المستحيل لكي يستمر في اغتصابها، بالقوة المسلحة أو بالقانون، فالقانون أصبح أداة في قبضة الحزب الحاكم، يستخدمه بديلاً عن القوة المسلحة، فلا فرق مثلاً بين سلطة اللجنة العليا للانتخابات وسلطة وزارة الداخلية، فكلتاهما تكمل الدور نفسه، وهو الرغبة في تزوير نتائج الانتخابات،
وفي تزييف إرادة الناخبين، وفي اغتصاب السلطة لصالح من يملك السلطة، وهو هنا ليس الشعب.. وما حدث في انتخابات الشوري مؤخراً يؤكد هذه الحقيقة، حقيقة أنه لا مكان لأحد في هذا الوطن، من أحزاب المعارضة أو المستقلين أو قوي المجتمع المدني في اقتسام السلطة مع الحزب الوطني، مع أن هذه هي ألف باء الديمقراطية.
هل أعود لكي تصدمني نتائج انتخابات الشوري التي تهدف إلي الإسراع بتنفيذ سيناريو التوريث؟ هل أعود لكي أستمر في نفخ القربة المقطوعة التي تطيل من عمر نظام الحكم الفاسد؟
مصر اليوم ليست هي الوطن الذي نحب جميعاً أن نعيش فيه.. هيه فين مصر؟ راحت فين؟! وراح فين خيرها؟ إنه ذهب إلي أسوأ أبناءها!
ما قيمة مصر إذا لم تشعر ونشعر جميعاً بكرامتنا، وحريتنا، وحقنا الكامل غير المنقوص في اختيار حكامنا بإرادتنا الحرة، وليس الاختيار الذي يفرضه علينا الحزب الحاكم وأدواته من وزارة داخلية ولجنة عليا لتزييف إرادة الشعب اسمها اللجنة العليا للإشراف علي الانتخابات؟! مصر بغير المصريين لا قيمة لها.. ماذا تملك أو أملك أنا في هذا البلد؟! لا أقصد الأموال ولا العقارات ولا شيئاً من ذلك، إنما أقصد حقي وحقك في أن نشعر بأننا نمتلك هذا الوطن، ومتي نشعر بمقولة البابا شنودة «مصر ليست وطناً نعيش فيه، إنما وطن يعيش فينا»؟
هل مصر علي هذه الصورة البائسة والمشوهة التي نعيشها اليوم، هي الوطن الذي يعيش فينا أو حتي نحب أن نعيش فيه؟
عندما تعود مصر للمصريين، وعندما نسترد مصر المغتصبة والمنهوبة والمنتهك شرفها وعرضها بواسطة أسوأ خلق الله، وقتها سنشعر بمقولة البابا شنودة، وسنردد مع الزعيم الوطني مصطفي كامل مقولته الخالدة: «لو لم أكن مصرياً.. لوددت أن أكون مصرياً».
أما قبل ذلك، وأما مصر التي نعيشها اليوم، فليس لها أي وجود، لا فعلي ولا معنوي ولا وجداني، ولا حتي في الخيال.
ولا يسألني غبي: هل إلي هذا الحد تكره مصر التي نعيشها اليوم؟ لأنني إلي هذا الحد أحب وأعشق تراب هذا الوطن.
إنني أتحدث عن مصر الحرية والإخاء والمساواة، وليست مصر المكبلة والمريضة والفاسدة.. أتحدث عن مصر التاريخ والمكانة، ومصر التي في خاطري وخاطرك، وليست مصر التي نعيش فيها اليوم، علي هذه الصورة التي تحكمها ثقافة الجهل والفقر والمرض، ولا مكان فيها لأي شيء حقيقي، بل المكان والمكانة لكل شيء مزيف ومزور وكاذب ومنافق وغشاش وفاسد.
ومسؤوليتي ومسؤوليتك هي أن نبحث عن مصر التي نريدها والتي نحب أن نعيش فيها وتعيش فينا، لكن هل أنت مستعد لدفع الثمن؟
أترك الإجابة لك، وكن صادقاً مع نفسك.